![قصة أمازيغية : النبيه و المغفل Readin10](https://i.servimg.com/u/f31/11/43/08/71/readin10.gif)
![قصة أمازيغية : النبيه و المغفل 110](https://i.servimg.com/u/f31/11/57/73/80/110.gif) ![مغربي مغربي](https://2img.net/h/www.moveed.com/data/media/17/moroccoC.gif) نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
![قصة أمازيغية : النبيه و المغفل Empty](https://2img.net/i/empty.gif) | موضوع: قصة أمازيغية : النبيه و المغفل السبت سبتمبر 12, 2009 11:55 pm | |
| فَْلتَكُنْ حكايتي جميلة ولتمض كخيط طويل ! يحكى أنه في قديم الزمان ، كان يعيش في إحدى القرى عجوزان ( رجل وامرأة ) وكان لهما ولدان في بداية شبابهما ، أحدهما مهذب ، ونبيه ، أما الآخر فكان بريئا ومغفلا . وبما أن هذين العجوزين الفقيرين لم يكونا قادرين على العمل وخدمة أرضهما ، فإنهما قالا لابنيهما : ــ الآن أنتما اللذان ستعملان من أجلنا . ستذهبان إلى الحقل بدلا عنا وتزرعانه بازلاء وفولا . وفي الصباح ، أعطتهما أمهما رغيفا من كسرة القمح الجيدة ، وبيضا مسلوقا ، وزيتونا وحبات من التين . وأعطتهما جرابا مليئا بحبات الفول والبازلاء التي كانت قد تركتها في الماء ليلة كاملة لكي تنتش بسرعة أكبر . أما الأب فأعطاهما فأسين وقال لهما : ــ تعرفان المكان الذي يوجد فيه حقلنا ؟ .. حسنا إذن عليكما أن تحرثاه أولا ثم عليكما أن تُسَمِّداه بروث الحيوانات بعد ذلك تقومان ببذره . وانطلق الولدان يسيران ، ثم أخذا يلعبان ويلعبان طول الطريق وهما يقضمان حبات الفول ( لأنها كانت طرية بسبب وضعها في الماء ) ، وقاما أيضا بالتهام البازلاء ، ثم استلقيا تحت ضوء الشمس في الحقل ، وعندما لم يتبق لديهما أية حبة من الفول أو البازلاء قاما بأكل الكسرة والبيض والزيتون والتين . وقبل حلول الليل جمعا بعض الحطب الجاف والحشيش من أجل حمارهما . ثم عادا إلى بيتهما وهما مسروران برزمة الحشيش والحطب التي كانت معهما . وعندما دخلا إلى البيت استفسرهما الأب عما عملاه قائلا : ــ كيف قمتما بالعمل ؟ أجابا : ــ لقد بدأنا بأعلى الحقل وقمنا بحرثه خطا خطا ، ونحن ننزل شيئا فشيئا وبعد أيام قليلة سنصل إلى أسفل الوادي . وهكذا كان الولدان يذهبان كل صباح إلى الحقل ، ولكن بدل حرثه وبذره كانا يلعبان ويقضمان حبات الفول والبازلاء . وبعد أيام وذات مساء قال لهما الأب : ــ هذه المرة ، لابد أنكما قد انتهيتما . إلى أي مدى وصلتما في البذر ؟ أجابا : ــ بالنسبة للفول ؟ لقد زرعنا حتى الوادي ، نعم ولابد أن يصل حقل الفول حتما إلى الوادي . أما بالنسبة للبازلاء فسيصل حتى ساقية الماء ! وطوال الشتاء ، وقبل شروق الشمس ، كان الأب يقول للولدين : ــ اذهبا إلى الحقل وانظرا هل بدأ الفول والبازلاء ينبتان ، واقلعا الحشيش وتفقدوا كل شيء ثم عودا قبل مجيء الليل والبرد . وكان النبيه والمغفل يلعبان طول اليوم وعند عودتهما كانا يقولان في سعادة : ــ الفول حتى الوادي ، والبازلاء حتى الساقية ! وهكذا كانا يفعلان حتى قدوم الربيع . لقد جاء فصل جني الفول ، فقد أخذ النحل في الطنين وصارت العصافير تزقزق . فقال الأب لولديه : ــ لابد أن فولنا قد نضج الآن ، اذهبا إلى الحقل لتحضرا لنا منها قليلا . ذهبا إلى الحقل ولكن عند عودتهما قالا : ــ إنها لم تنضج بعد ، لأن الحقل موجود في مكان ظليل . وفي شهر ماي ، كان كل الفول الموجود في المنطقة قد نضج ، وقد أحضره الناس في أحمال ثقيلة على ظهور الحمير ، فقال الأب من جديد : ــ لابد أن الفول خاصتنا قد نضج حتما هذه المرة ! اذهبا غدا وقوما بقطفه . انطلق النبيه والمغفل مع الفجر بحمارهما وقد أخذا معهما مُنْخُلا وقفتين كبيرتين ، ولكن المغفل قال للنبيه : ــ ما الذي سنفعله الآن ؟ أنت تعرف جيدا أننا لم نزرع أي فول ؟ أجاب النبيه : ــ لا تقلق عل شيء ، سنقوم بدحرجة المنخل وعندما يتوقف في أحد الحقول سنقوم بقطف الكثير من الفول ، فنحن الآن في زمن الرخاء ! وهكذا أطلقا منخلهما فصار يتدحرج ويتدحرج ، فتبعاه حتى وجدا نفسيهما وسط أحد الحقول . لقد كان حقلا عظيما! ولم يسبق لهما أن شاهدا خيرا كثيرا كهذا الذي منحه الله لهذا الحقل ! لقد كانت فيه ثمار فول رائعة : كل قرن منها كان أطول من ذراع رجل ! … ربطا حمارهما عند شجرة وبدآ يقطفان وهما يأكلان ويفرغان الفول في القفتين . لكن ما لم يكونا يعرفانه أن هذا الحقل العظيم كان ملكا للغولة \” ثريل \” ، فعندما عادت من الصيد بعد الظهر قامت بالتهام الحمار كلية ولم تبق منه إلا أذنيه اللذين علقتهما على غصن . وكان \” النبيه \” من حين إلى آخر يقول لـ \” المغفل \” : ــ اذهب وانظر إذا لم يكن الحمار قد انفلت من رباطه . وكان المغفل يرد قائلا : ــ إنه لا يزال في مكانه ، فأنا أرى أذنيه يتحركان . وبقيا يقطفان الفول طوال النهار ، كانا منهمكين في القطف والأكل حتى أنهما لم يتنبها للوقت ، وعندما امتلأت قفتاهما كان الليل قد هبط عليهما فجأة . وعندما أرادا أن يحملاهما على ظهر الحمار ، لم يجدا من الحمار إلا أذنيه ! وبينما كانا يتساءلان عما ينبغي فعله إذ أطلت عليهما \” ثريل \” فجأة ، وقالت لهما بصوت مليء بالفرح : ــ مرحبا يا طفلاي وأهلا وسهلا بكما ! إنني أدعوكما للمبيت هذه الليلة وغدا ستذهبان إلى منزلكما . وكان بيتها هنا
وكان بيتها هناك في مكان قريب مخفيا بين أشجار كبيرة . أدخلتهما \” ثريل \” إلى بيتها وقالت لهما : ــ ماذا ستأكلان ؟ كسكسيا من القمح أم كسكسيا من الرماد ؟ فقال المغفل : ــ أنا أريد كسكسيا من القمح . فردت عليه الغولة بجفاف : ــ ستأكل كسكسيا من الرماد . وقال النبيه : ــ أنا ، يا أمي ــ جدتي ، قدمي لي ما تريدين ، حتى وإن كان كسكسيا من الرماد فإنني سآكله . ــ أنت ستأكل كسكسيا من القمح . قدمت الغولة لهما العشاء ، ثم جلس ثلاثتهم يسهرون ، فقال النبيه لـ \” ثريل \” متعمدا أن يكون صوته رقيقا و لطيفا : ــ يا أمي ــ جدتي ، كيف يكون نومك ؟ وكيف أعرف أنك قد استغرقت في النوم ، لأنني لا أريد أن أوقظك فأنا أحيانا أقوم وأتحدث في الليل . فأجابت : ــ عندما تسمع الحمار ينهق داخل بطني ، والماعز والكباش تثغو ، وعندما تسمع الأبقار تخور والدجاج يقوقئ وجميع الحيوانات التي أكلتها في النهار تصيح . عندئذ كن متأكدا بأنني مستغرقة في النوم . فقال النبيه : ــ حسن يا أمي ــ جدتي ! ثم تمدد في فراشه متظاهرا بالنوم ، ولكنه في الحقيقة كان يترصد \” ثريل \” وبقي ينتظر سماع الحيوانات التي أكلتها وهي تصيح من أجل أن يهرب . وعندما تقدم الليل سمع الحمار ينهق والماعز والشياه تثغو والبقرة تخور والدجاج يقوقئ ، فقال في نفسه : \” إنها نائمة \” ثم أخذ حبلا وربط رجليها ، وذهب ليوقظ أخاه الذي كان نائما : ــ أَفِقْ ، أَفِقْ ، فلنسرع بالهرب مادامت نائمة ! لكن المغفل تذمر قائلا : ــ دعني أنام ! لكن النبيه دفعه من أجل أن يوقظه. وبعد ذلك قام بنزع العمود الحديدي الذي يغلق الباب وفتحه ثم انْسَلَّ خارجا وهو يقول لأخيه : ــ لا تنس الباب ! فاقتلع المغفل الباب وحمله على ظهره . وقطعا الفناء فوجدا سياجا من الأشواك ففتح النبيه ممرا فيه وقال لأخيه : ــ أعد الأشواك ! فوضع المغفل الباب وحمل الأشواك . وكان الوقت ليلا وكان النبيه يجري مستقيما دون أن ينظر إلى الوراء ولكنه كان يقول لأخيه : ــ اركض ، اركض . ولكن المغفل كان يلهث و يجري بصعوبة كبيرة . ثم اعترضت طريقهما صخرة كبيرة فتجاوزها النبيه قائلا لأخيه : ــ احذر الصخرة ! لكن المغفل ترك الأشواك وحمل الصخرة . وكان النبيه يركض ويركض ، ثم صادف شجرة زيتون فصاح مرة أخرى على أخيه : ــ احذر الشجرة ! فترك المغفل الذي كان يجري بصعوبة الصخرة واقتلع الزيتونة وحملها على ظهره . وكان النبيه يجري ويجري ، وعند اقتراب الفجر كان قد وصل إلى الوادي ولكنه لم يشأ أن يقطعه دون أخيه ، فانتظره حتى رآه قادما والشجرة على ظهره ، فقال : ــ لماذا تحمل على ظهرك شجرة الزيتون يا أخي ؟ ــ أنت الذي طلبت مني ذلك . ــ أنا طلبت منك ذلك ؟ لقد قلت لك : \” احذر الصخرة ، احذر الشجرة … \” هيا ضع هذه الشجرة ! أخذ النبيه بيده ثم قطعا النهر ثم وجدا طريقهما إلى القرية . كان هناك أناس يبحثون عنهما ، ثم شاهدا أباهما الشيخ يتكئ على عصا فركضا باتجاهه واعترفا له بأنهما لم يقوما بزرع أي فول ولا بازلاء ، وحكيا له كل مغامرتهما . قال المغفل : ــ لقد تمكنا هربنا من \” ثريل \” ، لقد كنا في حقلها نقوم بقطف الفول ، وقد أكلت حمارنا وربطت أذنيه إلى غصن ، وقد هبط الليل علينا فأخذتنا \” ثريل \” إلى بيتها . وأضاف النبيه : ــ لقد انتظرت حتى اللحظة التي سمعت فيها كل الحيوانات التي التهمتها الغولة وهي تصيح ، فأيقظت أخي ثم هربنا . فقال الأب : ــ ما حدث قد حدث ، ولم يكن بإمكاني أن أعاقبكما كما عاقبكما الله منذ قليل ، فلنذهب الآن إلى أمكما فهي لم تتوقف عن البكاء طوال الليل . وعندما حكيا لها القصة ، قالت الأم : ــ لا شأن لي بالحمار ، ولا شأن لي بالفول ، مادام أنكما عدتما إلي سالمين ! حكايتي مثل جدول ماء ، وقد حكيتها لأبناء الكرام ! …
تحياتي اتمنى ان تنال اعجابكم | |
|